وزير الثقافة يعاود نشاطه بعد وعكة صحيّة. المرتضى من طرابلس: أعداء الانسانية يستهدفون لبنان التنوّع والفكر والدور وصراعنا معهم اساسه ثقافيٌّ انساني
تربية وثقافة |
الجمعة ٧ أيلول ٢٠٢٥

المرتضى من طرابلس: أعداء الانسانية يستهدفون لبنان التنوّع والفكر والدور وصراعنا معهم اساسه ثقافيٌّ انساني
أعتبر وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى أن أكثرَ ما يسترعي النظر في أهداف اوسكار المبدعين العرب أنها تتخطى فكرةَ إظهارِ المواهب وتشجيعِها، إلى دعم التراث العربي والحفاظ عليه، وتوطيد العلاقات الثقافية بين العرب والعالم وهذا شأن جلل خصوصًا في هذه الأيام التي نشهدُ فيها عمليةَ اجتياح منظَّمة لمجملِ مفردات تراثنا،حيث أعداء الانسانية يستهدفون لبنان التنوّع والفكر والدور وصراعنا معهم اساسه ثقافيٌّ انساني .
كلام وزير الثقافة جاء خلال رعايته حفل تكريم المشاركين في المسابقة الأدبية الكبرى لمهرجان اوسكار المبدعين العرب الذي اقيم ضمن فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية في مركز الصفدي الثقافي في طرابلس بحضور رئيس اللجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو المحامي شوقي ساسين ،الدكتور مصطفى الحلوة ممثلًا مؤسسة الصفدي وممثلين عن اتحاد الكتاب اللبنانيين والعرب ومؤسسة اوسكار للمبدعين العرب
وقال الوزير المرتضى في مستهل كلمته:"
كان ينبغي لطرابلس مليكةِ الثقافة على مرِّ العصور، أن تستضيفَ في رحابِ سلطانِها هذا المهرجانَ الأدبيَّ الرفيع، فإن الثمرةَ تحنُّ دومًا إلى أمِّها الشجرة، ولا تتغلغلُ في باطنِ الأيامِ إلا لكي تنبتَ جديدةً فوقَ غصنِها في ذات ربيع. هكذا المواهبُ ترجعُ إلى الأحضانِ التي تحفظُ لها الدفءَ والخصبَ وأحوالَ التفتُّح والنموّ، وهل أفضلُ من هذه المدينة الفيحاء الواقعةِ على حدودِ رائحة الجنة كما قال مرةً نزار قباني، موطنًا لاحتضان جوائز الإبداع؟؟
واضاف :"على أن أكثرَ ما يسترعي النظر في أهداف هذا الأوسكار أنها تتخطى فكرةَ إظهارِ المواهب وتشجيعِها، إلى دعم التراث العربي والحفاظ عليه، وتوطيد العلاقات الثقافية بين العرب والعالم. وهذا بالحقيقة شأن جَلَل، خصوصًا في هذه الأيام التي نشهدُ فيها عمليةَ اجتياح منظَّمة لمجملِ مفردات تراثنا، بدءًا من تدهور اللغة العربية على ألسنة أبنائها الناطقين بها، وتنكُّرِ كثيرين منهم للإسهامات الثقافية الكبيرة التي كانت لأجدادهم في مسار الحضارة الإنسانية، مرورًا بمحاولات التنصلِ من المناقب والفضائل التي رسَّخَتْها الحياة في مجتمعاتِنا... وصولًا إلى الهدف الأخير المخطَّطِ له، وهو الاستحواذُ على حقوقنا وثرواتِنا وبلادِنا ومقدراتِنا، وتشريعُ مصائرِنا في النهاية لمآربِ الاحتلال."
لافتًا الى ان :"نحن إذن في غمرةِ حربٍ ثقافية توجبُ علينا أن نُعِدَّ لها العتاد المعرفيَّ الكامل، في التربية والعلوم والفنون والآداب وأشياءِ الحداثة كلِّها، لكي نحوزَ الانتصار. وما المسابقات الأدبية والعلمية والفنية التي تقام على غرار هذا الأوسكار، في أقطار بلادِنا كافةً، إلا معمودياتُ حِبْرٍ يخوضُها المبدعون فُرادى وجماعات، لكي يتأهلوا إلى امتلاكِ موهبةِ ابتكارِ الغدِ الأفضل."
مؤكدًا :" أن الصراع في هذا الوجود بطبيعته وجوهره ثقافيٌّ فكريٌّ، وليست الحروب العسكرية منه سوى نتائج فشل الأفكار في بسطِ حقيقتِها، أو إذا شئتم هيمنتِها، عبر العقلِ والكلمة، فيلجأُ أصحابُها إذّاك إلى السلاح لتزكية أدواتِهم المعرفية، وتاليًا، مصالحِهم الأمنية والاقتصادية والسياسية."
واردف المرتضى:"فحبذا لو بقيت كلُّ النزاعات في هذا الكون متخذةً من الفكر والأدب والحوار العقليّ وسائلَ حصريةً لها، لكانت البشرية إذن في ذروة تألق القيم، أو لكانت على الأقل أفضلَ مما هي عليه اليومَ بكثير."
مستطرداً :"أما مصرُ ولبنان، فخِدرانِ للضادِ لم تُهتَكْ ستورُهما، ولا تحوَّلَ عن مغناهما الأدبُ، كما قال شاعر النيل حافظ ابراهيم. وهما إذ تحتفيان معًا باسم العروبة جمعاء في هذا اللقاء الثقافي، بنخبة المبدعين، من رعاةٍ وفائزين، فإنما تؤكدان بذلك على أولية الأدب والفنون في بناء الحياة، كمدخلٍ لكلِّ تطورٍ وحداثة، مع المحافظة على معطياتِ تراثنا التي شكَّلت قوّةَ الدفع المعرفيةَ الأساسيةَ التي جعلتِ العالم كلَّه يعيشُ وقتاً ما في الزمن العربي. هذا زمان نريدُ له أن يعود. وعلينا أن نجهدَ في سبيل ذلك."
وفي الختام قال وزير الثقافة:"أوجه التهنئة لجميع المبدعين الفائزين، وللمؤسسة التي نظمت هذه المسابقة، للجهات التي دعمت، وللجنة التحكيم التي أخرجت النتائج. وإلى مهرجانات قادمة، والسلام."