بهدف تعطيل خطوط الإمداد الى لبنان، هذا ما تفعله إسرائيل.
سياسة |
الجمعة ١٩ أيلول ٢٠٢٤
إلا أن مصادر دبلوماسية ومخابراتية في المنطقة أوضحت أن إسرائيل كثفت ضرباتها على المطارات السورية تحديدا في الآونة الأخيرة، بهدف تعطيل خطوط الإمداد الجوي التي تستخدمها طهران على نحو متزايد لتوصيل الأسلحة لحلفائها في سوريا ولبنان، ومن بينهم حزب الله.
كما أوضحت تلك المصادر أن تل أبيب ترى منذ زمن طويل أن ترسيخ عدوتها اللدودة إيران لأقدامها في سوريا يعتبر تهديدا لأمنها القومي، وقد بأت توسع نطاق ضرباتها لتعطيل الوسيلة الجديدة لنقل الأسلحة.
إلى ذلك، كشف قائد عسكري مطلع على الأمر في تحالف إقليمي مدعوم من إيران في تصريحات لرويترز، أن أحدث الضربات التي نفذت ليل الأربعاء الماضي على مطار حلب، تمت قبل وقت قصير جداً من وصول طائرة قادمة من إيران.
كما أكد مصدر مخابراتي غربي أن الضربة استهدفت أيضا منع وصول طائرة شحن.
فيما رأى مصدر دبلوماسي في المنطقة أن تلك الضربات شكلت علامة ومؤشرا على تحول في الأهداف الإسرائيلية.
وأضاف, "بدأوا في ضرب البنية التحتية التي يستخدمها الإيرانيون في إمدادات الذخائر للبنان".
وتابع, "في السابق كان الهدف يتمثل في الإمدادات فحسب وليس المطار, لكن الآن باتوا يقصفون الممر".
في حين اعتبر مصدر مخابراتي غربي يعمل في المنطقة ومنشق عن جيش النظام السوري، وعلى دراية بأهداف الضربات أن الدافع وراء هذا التحول هو استخدام إيران المتزايد لشركات الطيران التجارية في نقل الأسلحة إلى المطارين السوريين الرئيسيين بدلا من النقل البري.
وقال إن معلومات المخابرات الإسرائيلية أشارت إلى "استخدام المزيد من الرحلات" في نقل الأسلحة وقطع العتاد العسكري الصغيرة التي يمكن تهريبها في الرحلات الجوية المنتظمة من طهران".
كما أوضح أن مثل هذا العتاد يشتمل في العادة على المكونات الصغيرة للطائرات المسيرة، وأجزاء الصواريخ دقيقة التوجيه، ومعدات الرؤية الليلية التي من السهل "وضعها في صندوق من الورق المقوى في طائرة مدنية".
وأشار إلى أن, "عمليات النقل البري عبر العراق وسوريا إلى لبنان صارت أقل جاذبية منذ ظهور الشقاقات الداخلية والصراعات على النفوذ على طول الحدود العراقية السورية التي تتمركز فيها فصائل عراقية مسلحة مدعومة من إيران، ما يعطل النقل البري".
ومضى قائلا, "إن طهران وحلفاءها بدأوا في الاعتماد بصورة متزايدة على مطار حلب لنقل الأسلحة بعدما قصفت إسرائيل مطار دمشق في حزيران الماضي".
من جهته، رأى نوار شعبان، وهو محلل في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية الذي يركز أبحاثه على سوريا، أن هذه الضربات تقدم أدلة على الأماكن التي تعمق فيها إيران الآن تمركزها في سوريا.
وأضاف أن, "الهجمات التي كانت تتركز قبل سنوات على مناطق حول دمشق ومناطق عسكرية في شمال غربي سوريا امتدت الآن إلى حلب، بل المناطق الساحلية، مما يسلط الضوء على المناطق التي ترى فيها إسرائيل تهديدا استراتيجيا لها.
وأوضح قائلا: "الشيء الخطير يتمثل في أننا عندما ننظر إلى هذه المناطق التي تتعرض للقصف فإننا نستنتج أن الوجود الإيراني تمدد بشكل أكبر".
ولفت إلى أن, طهران بدأت تستخدم النقل الجوي باعتباره وسيلة يمكن الاعتماد عليها بقدر أكبر من الثقة في نقل المعدات العسكرية لقواتها والمقاتلين المتحالفين معها في سوريا، بعد اضطراب حركة النقل عن طريق البر، بحسب ما رأى العديد من المراقبين.
ومنذ اندلاع الحرب في وسوريا نفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية، دون أن تتبنى معظمها، مستهدفة مواقع للجماعات الإيرانية أو مراكز لحزب الله في المنطقة.