في صحف اليوم: 3 أيام متبقية فعلياً للحسم الحكومي وميقاتي يتحرك مسيحياً استباقاً لـ'حملات التحريض' العونية
سياسة |
الجمعة ١٩ تشرين أول ٢٠٢٤
وروى المصدر لـ«الجمهورية» آخر المفاوضات التي اصطدمت بشرط الثقة قائلاً «انّ ميقاتي رضي بالهَم والهم لم يرض به، فبعد ان تم الاتفاق على تغيير ٦ وزراء داخل الحكومة (سني - شيعي - درزي - ٣ مسيحيين قريبين من التيار يختارهم باسيل) توقّف النقاش والتفاوض عندما سأل ميقاتي عن الثقة، فكان جواب باسيل: « لا ثقة».
واضاف المصدر ان ميقاتي استَفزّه كثيراً هذا الامر واستاء من طريقة التعاطي، فبعد ان قبل بشروط باسيل الذي أكلَ عليه حق معرفة الاسماء الثلاثة وحقائبهم لأنهم «يخصّونه» فلا يكشفهم الا قبل ربع ساعة من اصدار المراسيم، أصرّ على انّ الثقة حق مكتسب له ولكتلته وهو يقرر ما اذا كان سيعطيها والارجح انه لن يعطيها. هنا فرملَ الرئيس المكلف العملية وقال للوسطاء «لا حكومة الا اذا قبلوا بالشروط التي وضعتها وفي مقدمها الثقة». فأُطفئت المحركات في انتظار صدمة ما اصبحت صعبة في هذا المناخ».
وعن امكانية حصول مفاجآت في ظل ضيق الوقت، اشار المصدر الى انه «لا يزال هناك عملياً 5 ايام، واذا ما حسمنا منها خميس التواقيع وأحد المغادرة تبقى 3 أيام»…
لكن المصدر يعود ويسأل: ما الذي يمكن ان يحصل؟ لا شيء على الارجح الا اذا كان باسيل يريد رَد الصاع صاعين لميقاتي، فالاخير لعبَ على ضيق الوقت حتى لا يتسنّى لرئيس الجمهورية ترؤس أي جلسة يمكن ان يطرح من خارج جدول اعمالها بنداً، وباسيل يريد ان يبتزّ ميقاتي حتى آخر نفس»…
ويختم المصدر «انّ العهد الذي ينشغل بآخر ايامه بتعليق النياشين، وآخرها على صدر هوكشتاين اليوم، لم يَشأ ان يمحو من صفحاته في آخر صلاحياته ومحطاته انه بالفعل في بعبدا كان هناك رئيسان: الاول يُفاوض والثاني يوقّع».
ميقاتي يتحرك مسيحياً استباقاً لـ"حملات التحريض" العونية
م يعد من إمكانية لتشكيل حكومة جديدة أو تعويم الحالية قبل خمسة أيام من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ما يضطره إلى إعادة النظر في حساباته قبل جر البلد إلى فوضى دستورية واجتماعية استجابة للتهديدات التي أطلقها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل كرد فعل على انسداد الأفق أمام تشكيل الحكومة.
فالفريق السياسي المناوئ لعون بدأ يستعد لمواجهة تهديدات باسيل الذي لن يكون في مقدوره، كما يقول مصدر حكومي سابق لـ«الشرق الأوسط»، استنفار الشارع المسيحي في وجه ميقاتي الذي أعاد تشغيل محركاته باتجاه خصوم باسيل من المسيحيين الذين قرروا عدم القيام بأي شكل من أشكال الابتهاج فيما يغادر عون بعبدا إلى الرابية وطلبوا من مناصريهم تجنب الاحتكاك بمحازبي وجمهور «التيار الوطني» الذي يستعد لوداع عون. ويكشف المصدر الحكومي السابق، الذي واكب اللقاء الوداعي الذي عُقد بين عون وميقاتي وانتهى من دون نتائج بخصوص تعويم الحكومة الحالية، بأن ميقاتي يجري مروحة من الاتصالات لشرح موقفه وتبيان الأسباب التي حالت دون تعويمها، وهو التقى لهذه الغاية بعيداً عن الإعلام البطريرك الماروني بشارة الراعي ولم يستبعد أن يلتقيه ثانية قبل أن يغادر إلى الجزائر على رأس الوفد اللبناني لحضور القمة العربية.
ويلفت إلى أن ميقاتي يتواصل بطريقة أو بأخرى مع عدد من المرجعيات الروحية المسيحية وبقيادتي حزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب» اللتين ليستا في وارد توفير الغطاء السياسي لـ«التيار الوطني» في تحركه الاحتجاجي في وجه ميقاتي، ويقول إن الأخير التقى في اليومين الماضيين عدداً من رجال القانون في حضور الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
ويضيف أن اللقاء شارك فيه عدد من أصحاب الاختصاص في تفسير الدستور ومن بينهم الوزيران السابقان خالد قباني ورشيد درباس وسعيد مالك وزهير شكر وأنطوان مسرة، ويؤكد أنهم يؤيدون وجهة النظر القائلة إن صلاحيات رئيس الجمهورية تُناط بمجلس الوزراء مجتمعاً فور حصول شغور رئاسي بخلاف ما يدعيه عون وفريقه السياسي.
وإذ يعلق مصدر سياسي بارز أهمية على ما سيقوله البطريرك الراعي في عظته الأحد المقبل، يرى في المقابل أن ما يهم بكركي الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية لئلا يكون الشغور الرئاسي مديداً، وبالتالي يتخوف، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، من أن يؤدي تشكيل الحكومة أو تعويمها إلى تمديد مفتوح للأزمة الناجمة عن تعذر انتخاب الرئيس في فترة زمنية وجيزة.
ويؤكد المصدر السياسي أنه من غير الجائز إعطاء الأولوية لتعويم الحكومة، وأن إبقاء الوضع الحكومي بحالته الراهنة سيفتح الباب أمام استقدام تدخلات دولية وإقليمية تستعجل انتخاب الرئيس. ويضيف أن السواد الأعظم في الشارع المسيحي يخشى من أن يكون تعويم الحكومة بمثابة «رشوة» لترحيل الاستحقاق الرئاسي، ويقول إنها أشبه بجائزة ترضية تدفع باتجاه انزلاق البلد إلى مزيد من التدهور.
ويتهم المصدر نفسه عون بأنه يراهن على جر البلد إلى الفوضى لعله يستقدم تدخلات خارجية تطرح إعادة النظر في النظام اللبناني لجهة الوصول إلى نظام جديد يكون البديل لاتفاق الطائف الذي كان السبب وراء إخراجه من بعبدا عام 1990 بخلاف ادعائه بتأييده شرط استكمال تطبيقه وتنقيته من الشوائب.
وفي المقابل، تتوجه الأنظار إلى اليوم الوداعي الذي يقيمه «التيار الوطني» لمؤسسه الرئيس عون منذ لحظة مغادرته بعبدا ظهر الأحد المقبل إلى منزله في الرابية، وما إذا كان سيبقى في حدود الاحتفالية التي سيقيمها أم أنها تشكل مناسبة يستعيد فيها بعض طروحاته السياسية أثناء إقامته في بعبدا على رأس الحكومة العسكرية في محاولة لاختبار حجم شعبيته.