فرع المعلومات أوقف عميلًا إسرائيليًا عمل على التجنيد في ساحل العاج وإجراء اختبارات في عمّان وزوجته ضابط اتصال
أمن وقضاء |
الخميس ٩ تشرين أول ٢٠٢٤
وبحسب صحيفة "الأخبار"، فإنّه في التحقيق معه، قدّم الموقوف "إيلي ق." أكثر من رواية، منها الرواية التالية: عام 2019، سافر إلى ساحل العاج والتقى «صديق الطفولة» طوني الحاج من بلدة القليعة، وهو زوج ابنة خالته، وطلب مساعدته في الحصول على فرصة عمل في ذلك البلد الأفريقي. والحاج هذا عميل سابق في جيش العميل أنطوان لحد، غادر لبنان مع جيش الاحتلال عام 2000. بدأ تواصله مع الموساد الإسرائيلي في آب 2021، عبر شخص يدعى «رامي»، وهو يهودي يعمل في محل لبيع الذهب في مجمّع Prima Mall التجاري في ساحل العاج. وقال الموقوف إنه سأل «رامي» عن إمكان الحصول على عمل، فطلب منه تقديم طلب، أبلغه بـ«أننا جيران» كونه من «أصول إسرائيلية»، وأخبره بأن «هناك كثيراً من الذهب في مرجعيون يمكن الاستفادة منه إذا تمكّنت من إحضاره من لبنان». بعدها، وصله «رامي» بشخص يدعى «آدم»، سأله الأخير عن مدى قدرته على التنقل بحرية في جنوب لبنان، وما إذا كان مقرّباً من حزب الله أو لديه أصدقاء أو أقرباء من مؤيدي الحزب. ثم صارحه بأنه ضابط في جهاز أمني إسرائيلي، وعرض عليه جمع معلومات عن حزب الله وتنفيذ مهمات أمنية، فوافق على العرض. بعدها تم الاتفاق على اللقاء للتعارف، وطُلب منه أن يستعد للسفر إلى لبنان لتنفيذ مهمة تتعلّق بوجود آثار في فندق La Villa في بلدة الخيام، ورسم «خطيطة» تُظهر مداخل الفندق ومخارجه. وبالفعل، وصل إيلي إلى لبنان في آذار الماضي بحجة حاجة زوجته للخضوع لعملية نسائية.
بدا أنّ المهمة كانت اختباراً من الموساد للموقوف الذي بقي في لبنان ١٥ يوماً قبل أن يُغادر وزوجته إلى ساحل العاج. هناك، تلقى اتصالاً من مشغّله «آدم» طلب منه ملاقاته في الأردن حيث فشل في اختبار على جهاز كشف الكذب، فأبلغه «آدم» عدم متابعة العمل معه مع إمكان معاودة الاتصال به، وأعطاه مبلغ 5100 دولار، وقال له إنه كلّفه الكثير بلا جدوى، واتهمه بأنه قد يكون عميلاً لأحد الأجهزة الأمنية أو أحد الأحزاب.
إفادة جديدة
بعد فترة، خضع الموقوف لجولة جديدة من الاستجواب. ولدى سؤاله مباشرة عن دور «صديق الطفولة» في تأمين التواصل مع الموساد، ارتبك وتصرف على قاعدة أن لدى المحققين معلومات تبيّن كذب إفادته الأولى، فقدّم رواية مختلفة جاء فيها أنه تواصل مع طوني الحاج وشكا إليه سوء أوضاعه المادية وطلب منه المساعدة في العثور على فرصة عمل له تؤمن له ولزوجته حنين حياة كريمة، وتساعده في توفير كلفة علاج والدته التي تعاني مشكلات في الجهاز العصبي. فأبلغه الحاج بأنّه يمكن أن يساعده في تعريفه إلى «صديق» يؤمن له عملاً يغيّر مسار حياته، لكنه نبّهه إلى أنّ ذلك قد يُعرّضه لمخاطر، كون صديقه، واسمه «آدم»، ضابطاً في جهاز أمني إسرائيلي. وافق الموقوف على «العرض»، فطلب منه الحاج فتح حساب على «فايسبوك» وإنشاء بريد إلكتروني. مرّ أسبوعان قبل أن يتواصل «آدم» معه ويبلغه بأنّ طبيعة عمله ستكون جمع معلومات عن أحد الأحزاب في لبنان وتنفيذ مهام أمنية. وطمأنه إلى أنّ هذا العمل سيؤمن له «حياة كريمة مادياً ومعنوياً، وسيشعر بتغيير في حياته خلال أيام». كما سأله عن شقيقه وهو رتيب في الجيش اللبناني، وعما إذا كان سيخبره بعلاقته به، فأجابه بالنفي.
ومنازل قياديين في حزب الله، وعما إذا كان يشاهد دوريات للمقاومة. كما سُئل عن أماكن تمركز عناصر المقاومة في مرجعيون خلال حرب تموز، فأبلغهم بأن 30 مسلحاً كانوا يختبئون داخل ثلاثة منازل محيطة بمنزله، ويقومون بعمليات قصف من راجمات مموّهة من بين المنازل. وعما إذا كان يعرف عن أي مخازن سلاح، تحدّث عن مخزن خلف مستشفى مرجعيون ورسم خطيطة لموقعه. كما أبلغهم بأنّ هناك بناءً باسم «آل بهجت» في البويضة اشتراه حزب الله. وعما إذا كان حزب الله يخزّن سلاحاً في المساجد، أجابهم بأنه سمع بذلك. في اليوم الثالث، اصطحبه سائق سيارة الأجرة مع زوجته إلى منزل آخر مشابه للمنزل السابق، حيث استقبلهما الشاب والفتاة نفسهما. لم يكن «فرانكو» موجوداً، لكن كان هناك «آدم» وشخصان عرّفا عن نفسيهما بـ«أبو ربيع» و«أبو حسن»، وقالا إنهما من «جهاز أمن المكتب». تكرر الحديث نفسه، وطرحوا عليه عشرات الأسئلة، من بينها أسئلة عن علاقته بكل من "ر. ب." و"أ. خ." و"الحاج ن. خ." وتم تزويده بأربعة أسئلة ستُطرح عليه خلال اختبار كشف الكذب في اليوم التالي وهي:
- هل لديك أي علاقة سابقة مع أي جهاز أمني؟
إلى جيش لحد في عبوة ناسفة زرعتها المقاومة في سيارته عام 1998.
هنا، أراد الموقوف إنهاء الرواية الثانية بانقطاع العلاقة مع المشغّل الإسرائيلي. غير أن ما أثار شكوك المحققين هو عودته للاستقرار في لبنان بعيداً عن زوجته التي بقيت في ساحل العاج. لدى سؤاله عن ذلك، أجاب بأنّه عاد بسبب خلاف عائلي بينه وبين أهل زوجته، وللبقاء إلى جانب والدته المريضة. ولدى سؤاله عما إذا جرى تواصل لاحقاً مع زوجته من «آدم» أو أي شخص آخر، كونها اجتازت اختبار كشف الكذب، أقرّ بأن حنين تلقت اتصالاً من «آدم» بعد عشرة أيام من عودتهما إلى ساحل العاج، سألها خلاله إن كان زوجها يُخفي شيئاً، فأكّدت له أن إيلي لم يكذب، صادق لكنه يتوتر بسرعة. واعترف بأنه بعد شهر من عودته إلى لبنان، أبلغته زوجته بأنها تلقت اتصالاً من «آدم» الذي طلب منها العمل لمصلحته، وإقناع زوجها بجمع معلومات عن حزب الله وتزويده بها عبرها ريثما تعاد الثقة. وأخبرته أنّ «آدم» وعدها بمبالغ كبيرة من المال تساعد في تحسين وضعهما، فأبلغها بأنّه سيجمع معلومات عن سبعة أو ثمانية مراكز لحزب الله في مناطق عدة في الجنوب تحتوي على مستودعات أسلحة وصواريخ لعرضها على المشغّل، وطلب منها الاتفاق على المبلغ المالي الذي يُمكن أن تحصّله منه مقابل كل معلومة. أبلغت حنين المشغل الذي وافق على العرض، على أن تقوم هي بتزويده بالمعلومات ويضع هو وفريقه «التسعيرة» بحسب الأهمية.
وأقرّ الموقوف بأنّه زوّد زوجته بمعلومات، على دفعات، حدد فيها مركزاً لحزب الله في «عريض مرجعيون»، ورسماً لطريق يوصل إلى مركز آخر في الخيام. وبموقع مركز ثالث في دبّين، ورابع في بلاط، وخامس في البويضة. وفي اليوم السابق لتوقيفه، زوّد زوجته بموقع مركز في كفركلا. وأكد أنّ كل هذه المراكز تتضمن مستودعات أسلحة وصواريخ. وقد حدد مواقعها بالأمتار وفصّل الشوارع والطرق الفرعية التي توصل إليها، مع وصف كامل لكل مبنى لناحية لونه وعدد طبقاته وما يحيط به من أشجار.