بعدما باغته الانفتاح الخليجي حسابات جديدة لـ”الحزب”
سياسة |
السبت ٢٧ أذار ٢٠٢٤
وأشارت ردود فعله الأولى إلى حذره وارتباكه من هذا التطور المفاجئ، فبدأ يعمّم أنه على علم مسبق بهذا الانفتاح ولا يقف ضده، محاولاً ربطه بتقدم مفاوضات ڤيننا واحتمال عودة الحوار السعودي الإيراني في الأيام المقبلة.
ولا يخفى أن زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الإمارات عزّزت شكوكه، لاعتباره أنها لمصلحة العرب وليس لمصلحة إيران، عبر استيعاب النظام، خلافاً للترويج الخادع بأنها دليل الضعف العربي في موازين المنطقة.
كما أن حساسية “الحزب” من حركة الأسد تتصاعد على خلفية فرضه مرشحين للانتخابات في البقاع ومناطق أخرى لا تتناسب مع حسابات “قائد ٨ آذار”، بل تشاركه الأكل من صحنه.وأشد ما يخشاه “حزب اللّه” هو أن تعود الروح إلى البيئة السنّية وتنخرط بقوة في الانتخابات، فيسقط رهانه على استثمار غياب الرئيس سعد الحريري و”تيّار المستقبل”، فتستعيد الأكثرية الساحقة في هذه البيئة خطابها السيادي وتتلاحم مع سائر القوى السيادية في لوائح مشتركة، أو متقاطعة، وفقاً لحسابات الحصائل وكسورها العليا. ولطالما منّى نفسه وحلفاءه ب”انتصار إلهي” انتخابي جديد، يجدّد “أكثرية سليماني” بل يزيدها، من خلال تعويض ما يخسره “تيّاره العوني” لدى المسيحيين بمقاعد لدى السنّة والدروز.
ولم تكد فرحته بمحاولة “موفده” إلى الڤاتيكان وروما تبييض سجلّه العنفي تصل إلى قرعته، حتّى باغته الالتفاف السعودي الخليجي وشوّش اتجاه بوصلته. وهو الآن في مرحلة إعادة درس عاجل، مع أذرعه، للمعطيات الجديدة وكيفية مواجهتها.
وفي أدنى الاحتمالات، سيجد نفسه مضطرّاً للقبول بها على مضض، وبالشروط العربية نفسها التي فتحت الباب الخليجي لبشار الأسد، أي الانتساب، ولو بالمواربة، إلى المصلحة العربية المشتركة بتقاطعاتها الأوروبية والدولية، خصوصاّ بعد إدراك الغرب محورية الطاقة في الخليج العربي كبديل من الطاقة الروسية على خلفية حرب أوكرانيا.
والواضح أن الأسابيع السبعة الفاصلة عن 15 أيّار ستكون حبلى بالمتغيرات السياسية والانتخابية، لأن عودة الخليج العربي إلى لبنان، أو العكس، وبمتابعة فرنسية أوروبية أميركية، ليست مجّانية، بل لها انعكاساتها على الخيارات اللبنانية، لجهة إعادة لبنان إلى حاضنة الشرعيتَين العربية والدولية. سبعة أسابيع ستعبر كلحظة، بعد العقود العجاف التي توّجتها سنواتٌ ستّ “أعجف” منها!