عون حذّر حزب الله: لا يسعني الوقوف متفرجاً!
سياسة |
السبت ٢٧ أذار ٢٠٢٤
وبحسب المقال, ومع إظهار الرغبة في استمرار الحوار والتواصل بين الطرفين, إلا كل طرف تمسّك بوجهة نظره حيال حرب غزة, حيث أكد عون مجدداً معارضته إياها للأسباب نفسها التي أوردها في المقابلة التلفزيونية الذي صوّب فيها على حزب الله مباشرة وعلناً.
وأكّد عون, أنه "على علم أن ما قاله في المقابلة, أزعج حزب الله"، مبرراً ذلك للوفد بالقول: "كمسؤول لا يسعني الوقوف متفرجاً على الحقائق أمامي وأصمت".
وخلال اللقاء, أصغى عون إلى ما أدلى به رعد عن الدوافع التي أملت على حزب الله الإنخراط في حرب غزة عبر إشعال جبهة الجنوب, ليرد عون بالقول: "وجهة النظر هذه بالنسبة إليّ ضعيفة غير مقنعة, أعتبرها معركة خاسرة".
وأضاف عون, "أنا خائف عليكم، لكنني خائف على لبنان أيضاً. لا أعرف إلى أي مدى يسع الحزب الاستمرار في هذه المعركة والمدى الذي سيصل إليه، بينما أخشى من النتائج لأن موازين القوى ليست في مصلحته ولا في مصلحتنا نحن".
واعتبر عون, أن "ما يجري في حرب غزة, ليس معركة متكافئة بين طرفيْن. ليست من واحد الى واحد، بل انخرط الغرب كله فيها بدءاً بالأميركيين وصولاً إلى الأوروبيين وراء إسرائيل التي تملك أكبر قوة تدميرية في الشرق الأوسط، في إمكانها أن تطاول الشرق الأوسط بأكمله بفضل جسور الدعم والتمويل والتسليح المقدّمة إليها، خصوصاً من الأميركيين. يقصف الحوثيون البواخر التجارية بينما ترسو بواخر مدّ إسرائيل بالسلاح في ميناء حيفا. ألا يلفت الحزب أن العالم تعاطف مع الشعب الغزاوي ولم يدعم مرة حماس أو أيّدها في موقف. سائلاً عون, أليس لذلك مغزى؟".
كما عبّر عون, عن "قلقه من استمرار الإعتداءات الإسرائيلية على قرى لبنانية في الجنوب, وقال: "صارت صورة مصغّرة عن غزة بفعل تعرّضها للتدمير الكامل وتهجير الأهالي".
وأشار عون للوفد, أن "ما يجري في الجنوب هو ليس مصدر مخاوف الرأي العام المسيحي فحسب، بل الرأي العام اللبناني برمّته, وقال: "سوى ذلك، أي تبرير ليس سوى أعذار".
وقال عون لرعد: "على حزب الله أن يتنبّه إلى بعض ما يشاع بخبث حيال عدم استهداف إسرائيل بلدات وقرى مسيحية بقصفها وتدميرها كما لو أنها تؤيّدها"، ليرد رعد, "الحزب تنبّه إلى هذه المسألة".
وكشف ناصيف, في مقاله, أن "مأخذ عون الرئيسي على حزب الله بإزاء حرب غزة, أن الحزب لم يستشره في قرار خطير كهذا, على اعتبار أن الوحيد الذي وقف إلى جانبه عندما هاجمت إسرائيل لبنان عام 2006، وكان يقاوم آنذاك عدواناً على لبنان".
كما قال للوفد: "في حرب سوريا كنت إلى جانبكم عندما منعتم الإرهاب والتطرف من وضع اليد على لبنان. لا ننسى أن الإرهابيين دخلوا إلى البقاع الشمالي وإلى بلدات شيعية وتدفّق السلاح هناك وكذلك الخلايا النائمة وحدثت تفجيرات، فدافع الحزب عن نفسه وعن بلداته".
وشدّد عون, على أن "إدخال لبنان في حرب غزة مختلف تماماً. ليس مقاومة لإسرائيل ولا دفاعاً عن حدود لبنان كي نكون إلى جانبه، بل تورّط في حرب سوانا وذهب إليها بمفرده. لا الحكومة اللبنانية قررتها ولا الجامعة العربية. سائلاً عون: هل من معاهدة دفاع مشترك بيننا وبين غزة؟ التزم بما ليس في وسع لبنان التزامه".
كما عزا عون سبب كلامه الأخير عن حزب الله إلى أكثر من استدراج لبنان إلى الحرب مع إسرائيل, بالقول: "بيننا مشكلات أخرى مهمة أيضاً التزم الحزب بتنفيذها ثم تراجع عنها. بند بناء الدولة أحدها في تفاهم مار مخايل. لكنّ ثمة التزاماً آخر قطعه الحزب لجبران باسيل قبل نهاية ولايتي، هو التوافق على الرئيس المقبل للجمهورية. ذلك ما لم يحدث عندما انفرد بترشيح سليمان فرنجية والتمسك به ومحاولة فرض انتخابه على الجميع ولا أحد سواه".
وفي الختام, أكّد عون, أن "التواصل مع الحزب قائم, ولم نُرد مرة الإنفصال عنه ولا عن سواه", وقال: "نحن معاً جميعاً في مجلس نيابي واحد. نتفق أحياناً على مشروع فنصوّت له ونختلف على آخر فنتباين في الاقتراع. ذلك ما يحصل أيضاً بين كتل أخرى, إلا أنه مع ذلك أكّد للوفد أنه لا يلمس تحسّناً في علاقة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بحزب الله".